الذئبة الحمراء

                                                           بسم الله الرحمن الرحيم
ما هو مرض الذئبة الحمراء؟
هو مرض من أمراض الجهاز المناعى المزمنة والتى تصيب أعضاء كثيرة من الجسم وأشهرها : الجلد،
المفاصل، الدم، والكلى . والذئبة الحمراء مرض مزمن يستمر لفترة طويلة . وتعنى كلمة مرض من أمراض
الجهاز المناعى أن هذا المرض يحدث نتي جة خلل فى الجهاز المناعى للجسم تجعله بد ً لا من حماية الجسم من
البكتريا والفيروسات فإن الجسم يهاجم نفسه . ويرجع اسم الذئبة الحمراء إلى أوائل القرن العشرين . وكلمة
الذئبة مشتقة من اللغة اللاتينية وهى تصف الطفح الجلدى على وجه المريض , والذى يذكر الطبيب بالعلامات
البيضاء الموجودة على وجه الذئب، وكلمة الحمراء مشتقة أيضًا من اللغة اللاتينية وهى تصف لون الطفح
الجلدى.
ما مدى شيوع هذا المرض؟
الذئبة الحمراء مرض نادر يصيب خمسة فى كل مليون طفل سنويًا، وبداية ظهور أعراض المرض نادرًا ما
تكون قبل سن الخامسة وغير شائعة قبل ال بلوغ. وتعتبر السيدات فى سن الخصوبة (من 15 إلى 45 سنة ) هن
الأكثر عرضة للإصابة بالمرض وتكون الإصابة بين السيدات إلى الرجال 1:9 ولكن فى الأطفال وقبل سن
البلوغ تكون نسبة المرض فى الذكور أكثر من الإناث . وتكثر الإصابة بالمرض فى أطفال إفريقيا، أمريكا ,
آسيا.
ما هى أسباب المرض؟
لا يزال سبب الذئبة الحمراء غير معروف ولكن المعروف، وكما ذكر سابقًا، أنه مرض من أمراض
اضطراب الجهاز المناعى حيث يفقد الجهاز المناعى قدرته على التفرقة بين الأجسام الغريبة وأنسجة الجسم
نفسه فيقع الجهاز المناعى فى خطأ وينتج أجسام مضادة تهاجم خلا يا الجسم نفسه وتقضى عليها على أنها
أجسام غريبة . ونتيجة هذا الخطأ يكون حدوث التهاب فى أعضاء كثيرة من الجسم كالمفاصل والكلى والجلد .
وكلمة التهاب تعنى أن المنطقة المصابة تكون دافئة، حمراء، منتفخة ومؤلمة , واستمرار الالتهاب فى هذه
الأعضاء يؤدى إلى تلفها وفقدانها وظائفها الطبيعية ولذلك يهدف علاج المرض إلى تقليل الالتهاب.
ويعتقد أن تفاعل بعض العوامل الوراثية مع بعض العوامل البيئية هو المسبب لهذا الاضطراب فى الجهاز
المناعى. ويعتبر اضطراب الهرمونات عند البلوغ أو التعرض لأشعة الشمس أو الإصابة ببعض الفيروسات
أو تناول بعض الأدوية من أشهر العوامل التى تؤدى إلى الإصابة بالمرض.
هل هو مرض وراثى؟ هل يمكن منعه؟
لا يعتبر مرض الذئبة الحمراء من الأمراض الوراثية إذ أنه لا ينتقل من الآباء إلى الأبناء إلا أنه من الممكن
وراثة بعض الجينات التى تجعل الأبناء أكثر احتمالية للإصابة بالم رض. وقد أظهرت الدراسات أنه من
ما هى علامات المرض؟
تبدأ أعرض المرض فى الظهور تدريجيًا خلال فترة تتراوح ما بين الأسابيع إلى الشهور وفى بعض الأحيان
السنوات، ولعل الشعور بالإجهاد هو من أوائل أعراض المرض كما قد يحدث ارتفاع فى درجة الحرارة
وانخفاض الوزن وفقدان الشهية فى نسبة كبيرة من الأطفال المصابين بالمرض.
ومع مضى الوقت تبدأ الأعراض المميزة للمرض وتكون نتيجة إصابة أعضاء متعددة من الجسم مثل الجلد
والذى يكون فى صورة طفح جلدى، حساسية للشمس، وقرح فى الفم والأنف، وقد يأخذ الطفح الجلدى على
الوجه شكل الفراشة والذى يظهر عبر الأنف والخدين ويحدث ذلك فى نصف الأطفال المصابين بالمرض .
كذلك قد يسقط الشعر فى بعض الأحيان ويتغير لون الأصابع من الأحمر إلى الأبيض ثم الأزرق عند
التعرض للبرد ومن الممكن أيضًا أن يحدث تيبس أو تورم بالمفاصل، ألم فى العضلات، أنيميا، صداع،
تشنجات أو ألم فى الصدر . كذلك قد تتأثر الكلى فى بعض الأطفال ويظهر ذلك فى صورة ارتفاع فى ضغط
الدم، ظهور دم أو بروتين فى البول أو حدوث تورم فى القدمين والجفون.
هل يتشابه المرض عند كل الأطفال؟
تختلف أعراض مرض الذئبة الحمراء من شخص لآخر وبالتالى فلا يتشابه المرض عن د الأطفال المصابين
ولكن تظهر الأعراض السابق ذكرها على فترات مختلفة من حدوث المرض سواءً عند بداية ظهور
الأعراض أو بعد فترة من بداية المرض.
هل المرض فى الأطفال يختلف عن الكبار؟
بوجه عام لا يختلف المرض بين الأطفال والكبار ولكن بينما قد يتغير المرض سريعًا فى الأطفال، يكون
المرض أكثر شدة عند البالغين.
كيف تشخصيعتمد تشخيص المرض على اجتماع ظهور الأعراض مع نتائج الاختبارات وبعد استبعاد الأمراض الأخرى ;
وللمساعدة فى التفرقة بين مرض الذئبة الحمراء والأمراض الأخرى وضع أطباء الكلية الأمريكية للروماتيزم
لائحة م كونة من 11 عرض والتى تمثل أكثر الأعراض شيوعًا فى مرض الذئبة ولتشخيص المرض يجب
ظهور 4 أعراض من بين هؤلاء الأحد عشر عرضًا فى أى وقت منذ حدوث المرض ويكون الطبيب
المتمرس قادرًا على تشخيص المرض وتشمل اللائحة الأعراض التالية:
-1 الطفح الجلدى : يظهر الطفح الجلدى ع لى شكل الفراشة ويكون لونه أحمرًا ويظهر على الخدين وحاجز
الأنف.
-2 الحساسية من ضوء الشمس : وتحدث نتيجة تفاعل الجلد عند تعرضه لأشعة الشمس بينما لا تتأثر الأجزاء
المغطاة بالملابس بأشعة الشمس.
-3 التهاب الذئبة الحمراء الجلدى الدائرى : ويظهر على شكل طفح جلدى دائر ى مرتفع عن ما حوله من جلد
ومغطى بالقشور ويظهر فى الوجه أو فروة الرأس، الأذن، القفص الصدرى أو الزراعين ويكون أكثر شيوعًا
فى الأطفال الداكنى البشرة.
-4 قرح الأغشية المخاطية : وهى قرح صغيرة تظهر فى الفم والأنف وتكون غير مؤلمة وقد تؤدى قرح
الأنف إلى حدوث فصام أو نزيف من الأنف.
-5 التهاب المفاصل : يعانى معظم الأطفال المصابين بالمرض من آلام بالمفاصل والتى قد تتورم أيضًا ولعل
أشهر المفاصل تعرضًا للالتهاب هى مفاصل اليد، الرسغ، الكوع، الركبة . ومن الممكن أن تنتقل الآلام من
مفصل إلى آخر . كذلك فقد تحدث الالتهابات فى نفس المفاصل فى الناحيتين من الجسم إلا أنه فى أغلب
الأحوال لا يؤدى التهاب المفاصل فى مرض الذئبة الحمراء إلى حدوث تشوهات مزمنة.
-6 التهاب الغشاء البللورى للرئة /القلب: قد يحدث التهاب فى الأغشية المحيطة بالقلب والرئة مما يؤدى إلى
حدوث آلام بالصدر خاصة مع التنفس وقد يتجمع بعض السائل حول القلب أو الرئة.
-7 الكلى : تتأثر الكلى فى معظم الأطفال المصابين بمرض الذئبة الحمراء وتتراوح الإصابة ما بين البسيطة
والخطيرة. والبداية غالبًا ما تكون بدون أعراض ويتم الكشف عنها بعمل تحليل للبول أو تحليل للدم لقياس
وظائف الكلى وقد تتطور الإصابة فيظهر دم فى البول وتتورم القدمين والوجه.
-8 الجهاز العصبى : لعل الصداع هو أشهر أعراض تأثر الجهاز العصبى فى مرض الذئبة الحمراء إلا أنه قد
تحدث بعض التشنجات أو بعض الأعراض النفسية والعصبية كصعوبة التركيز والتذكر، تقلب المزاج، اكتئاب
وتغير السلوك.
-9 اضطراب خلايا الدم : فى مرض الذئبة الحمراء تتكون أجسام مضادة تهاجم خلايا الدم وحيث أن خلايا
الدم الحمراء هى التى تنقل الأكسجين من الرئة إلى باقى أجزاء الجسم يؤدى ذلك إلى تكسير كرات الدم
الحمراء وحدوث نوع من أنواع الأنيميا وإذا كان التكسير سريعًا فقد يؤدى ذلك إلى حالة حرجة وخطيرة . أما
تكسير كرات الدم البيضاء فغالبًا لا يكون خطيرًا فى مرض الذئبة الحمراء أما تكسير الصفائح الدموية فينتج
عنه حدوث كدمات ونزيف فى أجزاء مختلفة من الجسم سواء تحت الجلد أو فى الجهاز الهضمى، البولى،
الرحم، أو المخ.
-10 الاضطرابات المناعي ة: المقصود بها الأجسام المضادة الموجودة فى الدم والتى تشير إلى وجود مرض
الذئبة الحمراء وتشمل
أ- مضادات الأحماض النووية (مضاد د ن أ
ويمكن تكرار قياس كمية هذه الأجسام المضادة أثناء المرض لأن كميتها تزيد مع مم زيادة نشاط المرض،
ولذلك هى تعطى دلالة للطبيب عن نشاط المرض.
تحمل هذه الأجسام المضادة اسم أول مريض اكتشف وجودها عنده (سميث) :(Anti-Sm) ب- مضادة س م
وظهورها يؤكد تشخيص الذئبة الحمراء.
. ( ملحق ( 1 :(antibodies phospholipidAnti) ج- مضادات الدهون الفسفورية
وهى أجسام مضادة ضد نواة الخلية وتظهر فى كل مرضى الذئبة الحمراء تقريبًا :(ANA) د- مضاد أ ن أ
ولكن وجودها وحده ليس بدليل قاطع على مرض الذئبة الحمراء إذ أنه من الممكن تواجدها فى أمراض أخرى
كما تتواجد فى 5% من الأطفال الأصحاء.
ما هى أهمية هذه الاختبارات؟
تساعد الاختبارات المعملية على تشخيص مرض الذئبة الحمراء وتحديد مدى إصابة أعضاء الجسم فاختبارات
البول والدم الدورية تساعد على تقييم نشاط وشدة المرض، كما تحدد مدى استجابة جسم المريض للأدوية
المستخدمة وبيان أية أعراض جانبية قد تظهر خلال فترة العلاج.
ويمكن تقسيم الاختبارات المعملية التى يتم عملها لمريض الذئبة الحمراء إلى الآتى:
-1 التحاليل الروتينية:
مثل سرعة ترسيب كريات الدم الحمراء ومعامل البروتين المتفاعل -س وكلاهما يزيد مع الالتهاب . وقد
يتراوح مستوى البروتين المتفاعل -س ما بين الطبيعى إلى ارتفاع كبير خاصة عند ح دوث بعض الالتهابات
البكتيرية.
كذلك من المهم عمل صورة كاملة للدم لبيان وجود فقر دم (أنيميا) وعدد صفائح الدم وكرات الدم البيضاء .
كذلك قد يظهر فصل بروتينات الدم زيادة فى شق الجاما جلوبيولين الدال على حدوث التهاب أو نقصان فى
الزلال إشارة إلى إصابة الكلى.
كذلك من الهام عمل الفحوصات الكيميائية التى توضح مدى تأثر بعض الأعضاء خاصة الكلى (زيادة فى
مستوى اليوريا والكرياتينين بالدم )، أو الكبد (ارتفاع فىفى منسوب إنزيمات الكبد )، أو العضلات (ارتفاع
إنزيمات العضلات ). كذلك تساعد تحاليل البول فى تشخيص مرض الذئبة الحمراء ومتاب عة المريض لتقييم
مدى إصابة الكلى . ومن الأفضل عمل هذه التحاليل فى مواعيد منتظمة حتى لو كان المرض غير نشط
فظهور كميات كبيرة من الزلال فى البول أو كرات دم حمراء قد يشير إلى درجة إصابة الكلى، وفى بعض
الأحيان قد يطلب من الطفل المصاب تجميع البول لمدة 24 ساعة كى يتمكن الطبيب المعالج من تقييم شدة
إصابة الكلى.
-2 الاختبارات المناعية:
- الأجسام المضادة للنواة (أ ن أ).
- مضاد الأحماض النووية (د ن أ).
- مضاد الدهون الفوسفورى.
- الاختبارات المعملية لقياس المكمل الثالث والرابع وهذه هى بروتينات موجودة طبيعيً ا فى الدم ووظيفتها هى
المساعدة فى تدمير البكتيريا وتنظيم رد فعل الجهاز المناعى فى حالة حدوث التهاب، لذلك عندما تكون نسبة
هذه المكملات قليلة فى الدم يكون ذلك إشارة إلى نشاط المرض وخاصة إصابة الكلى.
كما أن هناك بعض الفحوصات الأخرى والتى تساعد على تقييم مدى تأ ثير مرض الذئبة الحمراء على أعضاء
الجسم المختلفة مثل أخذ عينة من الكلى وهو اختبار هام لأنه يعطى معلومات عن نوع ودرجة إصابة الكلى
مما يساعد على اختيار العلاج المناسب . كذلك قد يساعد أخذ عينة من الجلد على تشخيص التهاب الأوعية
الدموية فى الجلد وطبيعة أنواع الطف ح الجلدى . كذلك قد يحتاج الطبيب المعالج إلى عمل أشعة عادية على
الصدر للكشف عن القلب والرئة، رسم قلب، عمل وظائف التنفس لتقييم مدى كفاءة الرئتين، رسم مخ، رنين
مغناطيسى للمخ وأخذ عينات من الأنسجة المختلفة.
هل يمكن علاج مرض الذئبة الحمراء وشفائها؟
حتى الآن لا يوجد علاج ناجع وجذرى للمرض ولكن يهدف العلاج إلى منع المضادات وعلاج أعراض
ومضاعفات المرض . وعندما يتم تشخيص مرض الذئبة الحمراء يكون المرض غالبًا فى أشد مراحل نشاطه،
وفى هذه المرحلة يحتاج الطبيب إلى استخدام كمية كبيرة من الأدوية للسيطرة على المرض ومنع تلف
الأعضاء، وفى معظم الأطفال يكون العلاج ناجحًا وتتم السيطرة على المرض الذى يبدأ نشاطه فى التراجع
ويتم سحب الأدوية تدريجيًا حتى يحتاج المريض إلى جرعات قليلة أو قد يتم الاستغناء عن العلاج تمامًا.
ما هو العلاج؟
معظم أعراض الذئبة تحدث نتيجة للالتهاب ولذلك يكون هدف العلاج هو تقليل هذه الالتهابات وبصفة عامة
هناك 4 مجموعات من الأدوية هى الأكثر استخدامًا فى علاج الأطفال المصابين بمرض الذئبة الحمراء وهى:
-1 مضادات الالتهاب غير الكورتيزون : تستخدم هذه الأدوية للسيطرة على آلام المفاصل وينصح باستخدامها
لفترات ليست بالطويلة ويتم تقليل الجرعة مع بدء تحسن التهاب المفاصل . وتشمل هذه العائلة مجموعة كبيرة
من الأدوية منها الأسبرين (إلا أن استخدامه قل كثيرًا فى الآونة الأخيرة كمضاد للالتهاب ) ولكنه يستخدم فى
حالة ارتفاع نسبة مضادات الدهون الفوسفورية لمنع تجلط الدم.
-2 الأدوية المضاد ة للملاريا : مثل الهيدروكسى كلوروكين وهذا العقار مفيد جدًا فى علاج أنواع الطفح
الجلدى الذى يظهر فى مرض الذئبة الحمراء ويبدأ التأثير الإيجابى للدواء بعد فترة قد تستغرق عدة شهور إلا
أنه يجب التأكيد هنا على أنه لا يوجد علاقة بين الذئبة الحمراء والملاريا.
-3 ا لكورتيزون: مثل البريدنيزون والبريدنيزولون وهذا العقار هو العلاج الأساسى للذئبة الحمراء خاصة فى
المرحلة الأولى من المرض لتقليل الالتهاب والحد من نشاط الجهاز المناعى وتتراوح فترة استخدام هذا العقار
ما بين الأسابيع والشهور وفى أغلب الأحوال قد يحتاج الأطفال ال مصابين بمرض الذئبة الحمراء إلى العلاج
بهذا الدواء لسنوات عديدة . وتعتمد الجرعة الأولى وعدد تكرارها اليومى على شدة المرض والأعضاء
المصابة وقد يحتاج بعض المرضى جرعات كبيرة من الكورتيزون سواء عن طريق الفم أو الحقن فى الوريد
وذلك فى حالات إصابة الجهاز العصبى أو الكلى، كذلك فى حالات الأنيميا الناتجة عن تكسير كرات الدم
الحمراء. ويشعر الطفل بتحسن كبير فى خلال أيام من بداية العلاج بالكورتيزون ويتم تقليل جرعة العقار
تدريجيًا بعد السيطرة على المرض حيث تقلل جرعة الكورتيزون مع تكرار التحاليل للتأكد من السيطرة على
نشاط المرض حتى يصل الطفل إلى أقل جرعة ممكنة وفعالة فى نفس الوقت فى السيطرة على المرض.
كما يجب التنبيه هنا إلى توعية الأطفال المصابين بالمرض وذويهم بكيفية عمل الكورتيزون وكيف أن تقليل
الجرعة أو وقفها دون استشارة الطبيب من الممكن أن تؤدى إلى خطورة بالغة حيث يفرز ه رمون
الكورتيزون بصورة طبيعية فى جسم الإنسان عن طريق الغدد جار الكلوية وعندما يأخذ المريض عقار
الكورتيزون يتوقف افراز هرمون الكورتيزون من الغدة الجار كلوية التى تصاب بالكسل لذلك فإنه عندما
يؤخذ الكورتيزون من مصدر خارجى لفترة ثم يتم إيقافه فجأة يكون المريض غ ير قادر على إنتاج الكمية
الكافية لجسمه فى هذا الوقت وتكون النتيجة تعرض حياة المريض للخطر بسبب نقص الكورتيزون.
-4 الأدوية المثبطة للجهاز المناعى : مثل عقار الآزاثيوبرين والسيكلوفوسفاميد وهما يعملان بطريقة مختلفة
عن الكورتيزون إذ أنهما قادران على تثبيط الجها ز المناعى وتقليل نشاطه . وتستخدم هذه العقارات حينما
يكون الكورتيزون وحده غير قادر على إيقاف نشاط المرض أو عندما يسبب الكورتيزون أعراضًا جانبية
خطيرة. ويعتقد أن استخدام مثل هذه الأدوية بالإضافة إلى الكورتيزون يعطى نتيجة أفضل من استخدام
الكورتيزون وحده . ولكن يجب الإشارة إلى أن هذه الأدوية المثبطة للمناعة لا تحل محل الكورتيزون كما لا
يستخدم عقارى الآزاثيوبرين والسيكلوفوسفامين معا .ً ويمكن أخذ العقارين فى صورة أقراص ولكن فى حالات
الإصابة الشديدة للكلى أو فى حالة حدوث بعض الأعراض الخطيرة قد يعطى عقار السيكلوفوسفام يد فى
15 مرة أكبر من الجرعة - صورة حقن وريدى وهو فى هذه الحالة يعطى بجرعات كبيرة قد تصل إلى 10
اليومية عن طريق الفم.
-5 العلاج البيولوجى : وهى أدوية تمنع تصنيع الأجسام المضادة ; واستعمالها فى الذئبة لا يزال تحت الاختبار
والأبحاث. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الأب حاث فى مجال الأمراض المناعية وبالذات فى مرض الذئبة الحمراء
مكثفة وتهدف إلى معرفة كيفية حدوث الالتهاب وماهية خلل الجهاز المناعى وذلك من أجل توجيه العلاج إلى
نقطة محددة بد ً لا من إثباط كل الجهاز المناعى، وتفتح مثل هذه الأبحاث مستقب ً لا مشرقًا لمرض الذئبة
الحمراء.
ما هى الأعراض الجانبية للأدوية؟
تمتاز الأدوية المستخدمة فى علاج مرض الذئبة الحمراء بأنها فعالة جدًا إلا أنها أيضًا لها أعراض جانبية
كثيرة.
فمضادات الالتهاب غير الكورتيزون قد تؤثر على الجدار الداخلى للمعدة، لذا ينصح بأخذها بعد الأكل . كذلك
قد تسبب هذه الأدوية تغيرات فى وظائف الكبد والكلى.
أما الأدوية المضادة للملاريا فقد تؤدى إلى تغيرات فى شبكية العين، ولذلك ينصح المريض بعمل فحص
دورى للعين عند أخصائى العيون . بينما يؤدى استخد ام عقار الكورتيزون إلى أعراض جانبية كثيرة سواء
على المدى القريب أو البعيد وتزيد هذه الأعراض مع زيادة الجرعة والاستخدام لفترات طويلة، وهذه
الأعراض تشمل : تغيرات فى هيئة الجسم (زيادة فى الوزن، انتفاخ فى الوجه، كثافة فى نمو الشعر فى الجسم،
تغيرات فى الجلد مثل حب الشباب وظهور كدمات ) ومن الممكن السيطرة على زيادة الوزن عن طريق تنظيم
الغذاء وممارسة الرياضة . كذلك يجعل عقار الكورتيزون الشخص عرضه للإصابة بالميكروبات خاصة السل
والجديرى. ولذا فإذا تعرض الطفل الذى يأخذ الكورتيزون إلى فيروس الجديرى وجب عليه أن يتوجه للطبي ب
سريعًا لأخذ الأجسام المضادة لحمايته من هذا المرض . كذلك قد يسبب عقار الكورتيزون مشاكل فى المعدة
مثل عسر الهضم وحرقان فى فم المعدة وهذه المشاكل تحتاج إلى أدوية مضادة للحموضة أو للقرحة المعدية .
كذلك قد يسبب الكورتيزون ارتفاعًا فى ضغط الدم، وضعفًا فى العضلات حيث من الممكن أن يجد الطفل
صعوبة فى صعود السلم أو القيام من الكرسى، وقد يلاحظ الأبوين تغيرات فى الحالة المزاجية للطفل أو
اكتئاب نفسى، وقد تحدث اضطرابات فى نسبة الجلوكوز فى الدم خاصة إذا كان هناك عوامل وراثية تساعد
فى الإصابة بمرض السكر، وقد يؤدى استخدام ا لكورتيزون أيضًا إلى حدوث مشاكل فى العين مثل المياه
البيضاء أو الزرقاء، هشاشة العظام (وهذه من الممكن السيطرة عليها ومقاومتها عن طريق ممارسة الرياضة
وتناول الأغذية الغنية بالكالسيوم وفيتامين د)، ضعف النمو.
ومن المهم أن نشير إلى أن الأعراض الجانبية للكورتيزون تذهب مع تقليل الجرعة أو وقف الدواء.
الأدوية المثبطة للجهاز المناعى لها أيضًا أعراض جانبية خطيرة ويجب أن يكون الطفل تحت إشراف الطبيب
بصورة دورية منتظمة.
كم من الزمن يستغرق العلاج؟
يظل العلاج طيلة وجود المرض وبوجه عام وجد أن الأطفال المصابين بالذئبة الحمراء
يستغنون عن الكورتيزون بصعوبة بالغة خاصة فى السنوات الأولى لتشخيص المرض . وقد وجد أن كمية
ضئيلة من الكورتيزون لفترة طويلة تكون ناجحة فى السيطرة على المرض وتمنع نشاطه، لذلك وجد أنه من
الأفضل لمرضى كثيرين الاستمرار على جرعة ضئيلة من الكورتيزون بد ً لا من التعرض لنشاط المرض.
ماذا عن الطب الشعبى / العلاج غير التقليدى؟
لا توجد علاجات سحرية لمرضى الذئبة الحمراء وقد يسمع المريض عن علاجات غير تقليدية عديدة إلا أنه
يجب التفكير بمعية فى مثل هذه النصائح الغير طبية وتبعتها . وإذا رغب المريض فى تجربة أية علاجات غير
تقليدية وجب عليه أو ً لا استشارة الطبيب ومعظم الأطباء لن يعارضوا محاولة تجربة أشياء غير مضرة
بشرطة اتباع النصائح المرضية . وتكمن المشكلة عندما تقتضى مثل هذه العلاجات غير التقليدية توقف
المريض عن أخذ الأدوية الطبية الأخرى، وعندما نحتاج دواء مثل الكورتيزون للسيطرة عل ى المرض يكون
من الخطورة إيقافه خاصة إذا كان المرض لا يزال نشطًا.
ما هى المتابعة المطلوبة؟
يتطلب العلاج زيارات منتظمة للطبيب وذلك مهم جدًا إذ أن معظم مشاكل الذئبة من الممكن تفاديها أو علاجها
بسهولة إذا اكتشفت مبكرً ا.. كما يجب عمل المتابعة الدورية لقياس ضغط الدم، تحليل البول، عمل صورة دم
كاملة، قياس نسبة السكر فى الدم، قياس عوامل التجلط والكشف عن منسوب المكمل فى الدم وكذلك الأجسام
المضادة للأحماض النووية . وتكون اختبارات الدم الدورية هامة جدًا أيضًا عندما يبدأ المريض أخذ العقاقير
المثبطة للجهاز المناعى، إذ يج ب التأكد من أن الخلايا المصنعة لكريات الدم (وهى خلايا موجودة فى النخاع
العظمى) لا تزال تعمل فى معدلاتها الطبيعية ولم تقل بصورة كبيرة ومن الأفضل أن يوجد طبيب متخصص
فى الأمراض الروماتيزمية فى الأطفال يكون المسئول عن متابعة الطفل مع اتخاذ آراء التخصصات الأخرى
مثل طبيب الأمراض الجلدية، أمراض الدم، الكلى إذا لزم الأمر . كذلك يمكن الاستعانة بالأخصائيين
الاجتماعيين والنفسيين وأخصائيى الأغذية.














Comments

Popular posts from this blog

IDENTIFICATION OF FUNGI

مجموعه محاضرات علم الطفيليات باللغه العربيه parasitology

عقار جديد يشفى من "فيروس سى" بدون أعراض جانبية.. وتداوله خلال عامين